سورة فصلت - تفسير تفسير الواحدي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (فصلت)


        


{ثم استوى} قصد وعمد {إلى} خلق {السماء وهي دخان} بخارٌ مرتفعٌ عن الماء {فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً} بما خلقت فيكما من المنافع، وأَخْرِجاها لمنافع خلقي. قال للسَّموات: أطلعي شمسك وقمرك ونجومك، وقال للأرض: أخرجي ماءك وثمارك طائعةً أو كارهةً، ففعلتا ما أمرهما طوعاً، وهو قوله: {قالتا أتينا طائعين}.
{فقضاهن} صنعهنَّ وأحكمهنَّ {سبع سموات في يومين وأوحى في كلِّ سماءٍ أمرها} أوحى في أهل كلِّ سماءٍ بما أراد من الأمر والنَّهي. وقوله: {وحفظاً} أَيْ: حفظناها من استماع الشَّياطين بالكواكب حفظاً.
{فإن أعرضوا} عن الإِيمان بعد هذا البيان {فقل أنذرتكم} خوَّفتكم {صاعقة} مهلكةً تنزل بكم كما نزلت بمن قبلكم {إذ جاءتهم الرسل من بين أيديهم} أتت الرُّسل إيَّاهم ومَنْ كان قبلهم {ومن خلفهم} ومن بعد الرُّسل الذين أُرسلوا إلى آبائهم جاءتهم الرُّسل أنفسهم.


{ريحاً صرصراً} أي: لها صوتٌ شديدٌ {في أيام نحسات} مشؤوماتٍ عليهم.


{وأما ثمود فهديناهم} دعوناهم ودللناهم {فاستحبوا العمى على الهدى} فاختاروا الكفر على الإيمان {فأخذتهم صاعقة} مهلكةُ {العذاب} ذي {الهون} وهو الهوان، أي: العذاب الذي يُهينهم. وقوله: {وهو خلقكم أوَّل مرة} ابتداءُ إخبارٍ عن الله تعالى، وليس من كلام الجلود.
{وما كنتم تستترون أن يشهد عليكم سمعكم} أَيْ مِنْ أن يشهد عليكم سمعكم أي: لم تكونوا تخافون أن يشهد عليكم جوارحكم، فتستتروا منها {ولكن ظننتم أنَّ الله} أي: ظننتم أنَّ ما تُخفون {لا يعلم} اللَّهُ ذلك ولا يطَّلع عليه، وذلك الظَّنُّ منكم بربِّكم.
{أرداكم} أهلككم.
{فإن يصبروا} في جهنَّم {فالنار مثوىً لهم} أي: مقامهم لا يخرجون منها {وإن يستعتبوا} يطلبوا الصلح {فما هم من المعتبين} أَيْ: ممَّن يُصالح ويرضى.

1 | 2 | 3 | 4